المعونة الأمريكية.. والشيشة

المعونة الأمريكية.. والشيشة

١/ ٣/ ٢٠١٢

بادئ ذى بدء لابد أن أتقدم بجزيل الشكر نيابة عن ملايين المصريين وأصالة عن نفسى للشعب الأمريكى، وللسادة دافعى الضرائب بالولايات المتحدة الأمريكية لما قدموه لنا من مساعدات فى شتى المجالات!..

وقد تركزت هذه المساعدات بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وأتذكر كذلك أننا كنا نحصل على مساعدات إبان حكم الزعيم جمال عبدالناصر، وهذا الشكر واجب حتى نعترف بالجميل ونشكر صاحب هذا الصنع العظيم!..

أما عن مدى استفادتنا من هذه المساعدات فهذه مشكلة أخرى لا ذنب للجانب المانح فيها، فالذنب هو ذنبنا حيث إننا لم نستطع الاستفادة من هذه المساعدات كما ينبغى، علماً بأننا حصلنا على مساعدات تزيد عشرات المرات عن تلك التى حصلت عليها ألمانيا من مشروع مارشال عقب الحرب العالمية الثانية!..

فإذا ما عرفنا أن مصر تحصل من أمريكا سنوياً على حوالى مليارين من الدولارات أى حوالى اثنى عشر مليار جنيه مصرى، فيخص كل فرد من أبناء هذا الشعب حوالى مائة وخمسين جنيهاً على فرض أننا خمسة وثمانون مليون مواطن، وبهذا المبلغ يستطيع أى مدخن شيشة أن يوفر مائة حجر شيشة سنوياً على فرض أن كل الشعب من المدخنين!..

وبهذه الحسبة البسيطة أستطيع أن أوضح أنه بالتكاتف والعمل الجماعى نستطيع أن نصنع المعجزات!.. فليس المقصود بهذه الحسبة التقليل من المساعدات التى قدمت لمصر، ولكن المقصود أن نستنفر الطاقة الكامنة داخل هذا الشعب، والتى تظهر دائماً فى الأزمات، وأنه يمكننا الاستغناء عن مبلغ كبير يأتينا من جهد وعرق الآخرين!.. وبحسبة أخرى نستطيع توفير هذا المبلغ لو تنازل كل مدخن يومياً عن تدخين حجر شيشة واحد على فرض أن عدد المدخنين عشرون مليون مدخن شيشة فقط!